Saturday, March 17, 2018

خلق الكون فى الفلسفة الكيمتية القديمه الجزء الثاني (الروح الكامنة فى البيضة المقدسة)

تزدحم كافة أوجه حياتنا اليومية بالكثير من الرموز بدءًا بالأحرف الأبجدية والأعداد والأسماء والشارات العامة والوطنية، وليس انتهاء بالطقوس والشعائر الدينية والدنيوية. ويبدو أن ثمة نزوع متأصل في الطبيعة البشرية إلى خلق هذه الرموز واستخدامها.. فقد تم تدوين كل العلوم المقدسة في العصور القديمة على هيئة رموز تلخِّص بعضًا من تعاليمها الغامضة، مما شكَّل من هذه الرموز لغة مُلغزة. فمعظم الرموز تكثِّف عددًا من المعاني في معنى واحد يمكن تفسيره إما على صعيد كوني أو على صعيد بشري.. فمفاتيح الرموز التي تكشف طبيعة الأشياء توفر لنا أجوبة ما على الأسئلة التي تعتمل في أذهاننا: ما هي الحياة؟ من أين جئنا، ومن أين انبثق هذا العالم؟ إلى أين سنمضي؟ ما هي بالفعل الطبيعة الحقيقية للأشياء..؟
تتناول بعض الرموز الهندسية الموغلة في القدم قضايا كونية كالمنشأ. فقد تمثِّل الدائرة على سبيل المثال الفضاء – ليس فضاء خاليا بل فضاء أُشير إليه في سفر التكوين على أنه “مياه الفضاء” “او نون”. وما بعد هذا يكون اللاتناهي الذي لا يمكن التعبير عنه بأي شكل أو صورة.. ويشير محيط الدائرة إلى اللاتناهي الذي لا تحدُّه بداية أو نهاية. وإذا وضعنا نقطة في منتصف دائرة الفضاء هذه، سيكون لدينا المحرك الأول للروح. وسوف يشير الفيثاغوريون إلى هذه النقطة بالـ “لوغوس” Logos..
يمكن معادلة الدائرة بالبيضة، الرمز المقدس في علم نشوء الكون لدى كل البشر، والتي تمثل كلية الصيرورة الكونية التي وُلدت عبرها العوالم والكائنات الحية. وهي تحتوي على القوى الموجبة والسالبة التي تُنتج معًا الحياة الجلية للعيان.. فمراحل الشمس الاربعة طوال اليوم هي الشروق ثم الشمس في كبد السماء ثم الغروب ثم الليل حيث اختفاء الشمس… ومراحل الشمس طوال العام هي الربيع والصيف والخريف والشتاء… فأسماء الشمس في مراحلها كالتالي: – خبرو حيث يرمز لتحول الشمس بعد الليل الى الشروق او بعد الشتاء الى الربيع – رع حيث تكون الشمس في اقوى حالتها في كبد السماء شعاعها قوي فرع هو الظهيرة او الصيف – أتوم هو مرحلة الغروب او الخريف حيث تبدأ الشمس في الاختفاء تدريجيا ليأتي الليل او تقل حرارتها على الارض في الخريف تمهيدا للشتاء فالشمس تغرب وكأنها تنزل في الماء كما نقول ونحن صغار ان الشمس تنزل في البحر فهذا هو فعل زهرة اللوتس حيث تغطس تحت الماء عند غروب الشمس وأتوم خرج من برعم زهرة اللوتس – أوزير حيث وفاة الشمس رمزيا في الليل او البرد القارص في الشتاء فينتظر المصريون قيام أوزير او الشمس مرة أخرى فلل الشمس قياماتان احدهما في الفجر والأخرى في الربيع حيث تعود لتكون خبرو من جديد... وهذه هي المراحل الاربعة للشمس الذي يمثلها عامود الجد الذي يمثل الشمس في مركب رحلتها ومعه انوبي وتحوت وماعت... فمن الأشياء التي اهتم بها المصريون هي رحلة الشمس بالليل والنهار، فظهرت أساطير حول رحلة الشمس بالليل أهمها أن الشمس مولودة من النترت”نوت” نترت السماء والتي تولد منها كل صباح وتموت كل ليلة بين ذراعيها.. ولكن الأسطورة الأخرى التي كان لها اعظم التأثير ولاقت قبولا عند المصريين هي أن الشمس كانت تجوب السماوات في قارب يبحر بها في النيل السماوي يسمى هذا القارب قارب ملايين السنيين وفي الصباح يسمى قارب معنزة (أي قارب القمر) وفي المساء يسمى قارب مسكتت (أي قارب المساء) وبالليل تدخل المركب مملكة الليل التي تسمى أيضاً بالعالم الآخر المعروف بأسم الامى دوات وينقسم هذا العالم إلي 12 إقليما كل إقليم له اسمه الخاص يفصله عن الإقليم الآخر بوابة يحرسها حارس أمين... وهذه الأقاليم تقابل الاثني عشر ساعة بالليل كما يوجد بالقارب كثير من النترو التي تحمي رع من جميع مخاطر الليل وكان بكل قسم نتر يعرف كلمة السر وبدون كلمة السر لا يسمح للقارب بالمرور حتى بوجود رع نفسة وعلى رأسهم حو الذى يعرف كلمة السر التى لا يعرفها حتى رع نفسة وكان يترأس المركب فحو تجسيد للنطق الذي به ينادي الإله الخالق الأشياء لتكون..
وهناك حادثتان تقعا خلال هذه الرحلة أولهما المحاولة المستمرة التي يقوم بها الثعبان أبو فيس (عابيب) ليمنع مرور الشمس لكن كل مرة تهزمه المعبودات الحارسة،وطوال هذه الرحلة في مملكة الليل تكون الشمس ميتة... فان الثعبان المعرج رمزا لحركة الشمس المتعرجة في الافق والذي يشبه موجات الطاقة كما ذكر سابقا وايضا هندسيا تحرك نقطة على محيط الدائرة يخلق شكل الموجة او منحنى سين مما يعني ان الشمس ترسل موجات طاقة غير مرئية عبر رحلتها في الافق طوال اليوم وطوال العام وهذه الموجات اساسية للوعي الذي يدعم الروح حيث تكون مشرقة في الحياة الاخرى وهذا هو مغزى الاهتمام المصري برحلة الشمس… ولذا سمي الصعود للسماء معراجا اي الصعود بطريقة متعرجة تشبه كثيرا صورة المحنط الذي يمتطي ثعبانا معرجا ويصعد به الى السماء وسط النجوم ايضا الصورة موجودة بألبوم الصور… ولان رحلة الشمس تعبر ايضا عن رحلة الانسان من ولادته لوفاته وقيامه في العالم الآخر فان المصريون قدسوا هذه الرحلة ولا سيما ادراكهم لاهمية اشعة الشمس في مراحلها الاربعة فهي تصدر اشعة مباشرة في الشروق والظهيرة والغروب واشعة غير مباشرة عبر القمر ليلا… وضوء الشمس محمل بنيترونات تحفز الوعي الانساني والعاقل الباطن وهذا يدلل على أهمية اشعة الشمس ورحلتها على الوعي البشري الذي هو اهم ما يمتلكه الانسان... أما الحادثة الثانية فهي مقابلة الشمس الميتة لى خبري (هو الذي صوره المصريون على شكل خنفس والخنفساء بالهيروغليفية تعني خبر لذا فخبري تعني الخنفسائي، كما أنها تعني أيضاً الكائن وخبر تعني الكيان وكان يعتقد أنه يمكن أن يعطي الكيان الروح للآخرين هنا نستطيع ان نطلق على تلك المرحلة الروح الكامنة فى البيضة المقدسة لفظا) وخبري كالخنفساء يدفع كرة الشمس الخامدةوالتى لا تحتوى الا على روح رع المقدسة فقط دون تألقة إلي العالم الآخر في المساء وينتظر في العالم الآخر ليحي الشمس حين تتحد روحه مع روح رع ثم يدفع كرة الشمس فوق أفق الأرض.. وتتحد روح رع مع خبرى فيؤدي ذلك إلى عودة روح رع إلى الحياة فيتقدم في السير حياً إلى الشروق وتتكرر هذه الرحلة كل يوم.. يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل..)) (5 – الزمرو هي آية لا يمكن تفسيرها إلا أن نتصور أن الأرض كروية و الليل و النهار كنصفي الكرة ينزلق الواحد منهما على الآخر بفعل دوران هذه الكرة المستمر.. بل إن استعمال لفظ (( يكور)) هو استعمال غريب تماما.. و يفرض علينا هذالتفسير فرضا: (( و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)) (39 – يسو العرجون هو فرع النخل القديم اليابس لا خضرة فيه و لا ماء و لا حياة. (( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون)) (40 – يسبل إنه يصف الفضاء بأن فيه طرقا و مجاري و مسارات. (( و السماء ذات الحبك)) (7 – الذارياتو الحبك هي المساراتو يصف الأرض بأنها كالبيضة: (( و الأرض بعد ذلك دحاها)) (30 – النازعاتو دحاها أي جعلها كالدحية (البيضة) و هو ما يوافق أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض.. 

وايضا رع يكون في صورة خنوم في مركبه على ظهر الثعبان المعرج ومعه ماعت رمزا لبرج الميزان حيث بداية الخريف و تحوت وهو كوكب عطارد حيث الميزان منزله ويجر المركب أنوبي حارس العالم الآخر وهو اشارة لتشكيل الكلب الاكبرCanis Major وهو اسم النجم الالمع بالتشكيل وهو اكبر نجمه نعرفه في العلم الحديث على الاطلاق حيث يفتح بوابات العالم الآخر استعدادا لوفاة الشمس ومعراجها للسماء كما يحدث مع الانسان المتوفي حيث تعرج روحه للسماء استعدادا للحياة الابدية... الرابط بين مراحل الشمس وطاقتها هو اذكاء الوعي حيث ان بالوعي يستطيع الانسان ان يدرك حقيقة الكون والحياة ومن ثم يستطيع ان يصل لدرجة من الاستيعاب تجهزه وتطهر نفسه ليكون مستعدا للحياة الاخرى الذي سيخلد فيها..
أما إذا بدت الدائرة على شكل حلزون، فإنها تمثل التطور والتغير الأبدي والنمو. أما الدائرة التي ينصِّفها قطر أفقي فتدل على الطبيعة الأم المقدسة.. وعندما يقطع الخط الأفقي بخط عمودي، يتشكل لدينا رمز الطبيعة الأب مضافا، ويشكل الاثنان معًا صليبا ويمثلان الكون المتجلي ” عنخ“.. وعمومًا يرمز الخط العمودي إلى الروح، بينما يمثل الخط الأفقي المادةوتتجسد الفكرة ذاتها في المثلث المتساوي الأضلاع والثالوث فالنقطة العليا للمثلث، التي تحتل المعنى ذاته للنقطة في الدائرة هي الوحدة الحياة الواحدة التي تنبثق منها ثنائية الروح والمادة التي يمكن التعبير عنها على شكل طاقة وجوهر أو إيجاب وسلب أو قوة ومادة..وتظهر هذه الثنائية من وحدة تحتوي على كل من الروح والمادة وهي مصدر جميع الأشياء. ويدل ضلعا المثلث على الثنائية، أما قاعدته فهي نتاج الروح والمادة “الوعى” من حيث كونها إما الكون الداخلي أو الإنسان – ففي مجرى عملية الإظهار سواء كان كائنا بشريا أم كوكبا أم شمسا تنبثق من هذه القوى الثلاثة وعلى مدى زمني شاسع المادة الفيزيائية التي نعرفها
ويرمز الصليب إلى الحياة الأبدية وهو مستخدم في ديانات عدة مع بعض الفروقات الطفيفة.. وقد استورثه المسيحيون من الغنوصيين والكباليين الذين أخذوه بدورهم من المصريين فى هيئة عنخ المقدسة وكان موجودا أيضا في منطقة البحر المتوسط وهو الصليب اللاتيني أو الروماني وذاك الذي أحضره المبشرون البوذيون من الهند ايضا.ويدل صليب الصلب في الواقع على تجسد كمال الروح الـ “كلمة (لوغوس) صار جسدا“.. وفي رسائله يمعن القديس بول النظر في المسيح المصلوب فيناكما ترد قصة المخلصين المصلوبين في العديد من الديانات..
ولكن عنخ المصري هو الأكثر قدمًا والذي كان هو الصليب اليوناني أيضًا بنفس الطول نفسه والمعاير الهندسية له ويمثل الخط الأفقي المبدأ المؤنث أو السالب للطبيعة فيما يمثل الخط العمودي الجانب الطاقوي، رمز القوة التوليدية المزدوجة فى هيئة شيفا ويهوه وأوزير هم جميعًا رمز المبدأ النشط في الطبيعة: القوى التي تتدبر أمر تشكيل المادة أو تدميرها وإعادة تجديدها..
ومن تنويعات الصليب فالصليب المعقوف Swastika وهي كلمة سنسكريتية تعني “الرفاه” أو “اليُمن” ويقال في هذا الصدد إن هناك سبعة مفاتيح لبلوغ معناها الباطني. وقد عثر على هذا الرمز في الهند والصين والتبت وتايلند واليابان والأمريكيتين واليونان وروما وفي أوساط المسيحيين الأوائل. كما عُرف هذا الرمز في البلدان الإسكندنافية على أنه مطرقة ثورThor’s Hammer وفي الهند قرص فيشنو Vishnu’s Discus أو صليب جاينا Jaina Cross وفي البوذية “عجلة” تدل على حركة أبدية ترمز إلى التطور وفي تمثيل للروح مقترنة بالمادة تشير نقطة التقاطع فى عنخ المركزية إلى جوهر الإله في حين تمثل أذرعه الأربع على التوالي: الولادة، الحياة، الموت، الخلود كما يمثل مستوى أعلى من الوجود: الحركات والحالات البدئية للوجود الكوني
يتبع باجزاء اخرى.يرجى مراجعة الجزء الاول من المقال فى اللينك المرفق..
للتواصل عن طريق الفيسبوك باللينك المرفق ادناه

https://www.facebook.com/MeritMaat

No comments:

Post a Comment