Saturday, March 17, 2018

كيف علمت مصر العالم حفظ تراثها وعلومها المقدسة داخل القالب الدينى الدخيل

فى الوقت التى كانت العقيدة المصرية القديمة مازالت متداولة ويمارسها الجميع ويدرسونها ويناقشونها ويقارنوها بغيرها من الافكار التى احتضنتها مصر كانت الاسكندرية على رأس مدنها اكثر المدن ثراء واحتضان لجميع المعارف التى وجدت على مستوى الارض من صوفية وفيثاغورثية و كلدانية ويونانية والبطليمية واليهودية والمسيحية و الزراديشتية والبوزية والسيميائية والفلكية وغيرها من شتى العلوم والمعارف التى تعمد بطليموس الاول ان يجمعها فى منارة علوم العالم الاسكندرية..
ولكن لم يستمر هذا الازدهار الانسانى كثيرا بعد ظهور لعنة الامبراطورية الرومانية المسيحية المقدسة والتى كانت متعصبة لدرجة انها لم تسمح لبقاء التنوير الفكرى على الساحة خوفا من قوتة وتأثيره على الاهداف والاطماع السياسية للامبراطورية الرومانية المزعومة..

وجاء لفظ الوثنية على يد المسيحيين المتعصبيين فاطلقوة على كل ما هو غير مسيحى ، واغلب الظن ان الكلمة ترمى فى معناه الى فكرة الانتماء والارتباط بالارض حيث كان الفلاحيين فى الاقالييم المصريية حاملى الانتماء للارض وحامىن للثقافة والفكر المصرى القديم يطلق عليهم وثنيين فى ذلك الوقت من قبل المسيحيين المتعصبيين الدخلاء ..
فى عام 415م قبض مجموعة من المسيحيين المتعصبيين على هيباتيا اكبر علماء وفلاسفة ذلك العصر وكانت اخر ما تبقى من رحيق عبق علوم الاسكندرية وقامو بتمزيق لحمها وحرقها فى شوارع الاسكندرية ..
وقد كان زعيم هذه الحركة هو القمص كيرلس والذى عرف فيما بعد بالقديس كيرلس ..
ودمرت مكتبة الاسكندرية تماما فى نهاية الامر بعتبارها خرافات وثنية والقيت ثرواتها فى مهب الريح واغلق الامراطور الرومانى المسيحى ثيودوسيوس كافة المعابد المصرية القديمة فى كل الاقاليم ..

ولاقت جميع كتب الحكمة المصرية التى وقعت تحت ايديهم مصير الحرق والذى كان مستحدثا ولم يقدم على فعلة احد من قبل ..
ومن هنا بدأت العصور الظلامية التى هجرت فيها الالهه ارض مصر لتتكرها خاوية من معنى الوجود ..
وكان يتوجب على كل اونى على ارض مصر ان يحفظ فكرة الارض دون ان يضعها فى صراع البقاء للاقوى خصوصا ان العلم والحكمة لا تستطيع ان تنافس الجهل والضغينة اذا احتدت وقويت شوكتها ..
ومن هنا تواجد الامونيين فى قلب الكنيسة المصرية ليقومو بزرع حكمت المصريين فى قلب من اضطهدهم وليصبح الجسد المضاد حامل للسم ومتشبع به فى عروقه ..

وكان من اشهر اباء كنيسة الاسكندرية الذين ادمجو العلوم المصرية فى الفكر المسيحى القديس كليمينت والقديس اوريجانوس او اوريجن وكان امونى او غنوصى وتربى على يد استاذه امونيس ساكاس وكانو من مؤسسين الكنيسة المصرية ..
ويرجع الى هؤلاء اللاهوتيين مفهوم العالم الذى افتتح به يوحنا انجيلة “فى البدء كانت الكلمة” حيث كان تحوت معروفا لدى القدماء بانه “كاتب الاله وسيد الكلمة
ففى الهرمسيات ايضا والتى هى مصريات بدورها لما ورد فى ال ١٨ صحيفة هرمسية ينطق الاله الكلمة التى “تبعث الهدوء فى اللجة الصاخبة كما ان الكلمة تنطق ابن الاله والمسيحية تطلق على المسيح ” ابن الله” وانه تجسيد لقوة كلمته..
وقد كتب القديس اوغسطين المندوب الامونى فى قلب الكنيسة المصرية فى القرن الرابع :”ان ما يدعى الدين المسيحى كان يوجد بين القدماء ولم يحدث ان انعدم وجوده ابدا منذ بداية الجنس البشر وحتى تحسد المسيح .وبدأ منذ ذلك الحين اطلاق اسم المسيحية على الديانة التى وجدت سلفا ..القديس اوغسطن التوبة ..

ولا شك انه كانت للمصريات دورا بارزا فى تشكيل الفكر المسيحى حتى منذ بدايتها فى القرن الاول فقد وجد عام ١٩٤٥م الكثير من الاثار للمسيحيين الغنوصيين التى كانت تحتوى ملحوظة دونت على احد النصوص تشير الى ان المسيحيون الاوائل امتلكو العديد من نصوص الحكمة المصرية القديمة وكان بالقرب من تلك الاثار مقابر مصرية قديمة وقد سكنها العديد من المسيحيين مثل القديس باخوميوس مؤسس اول مجتمع رهبانى مسيحى على النسق الكهنوتى المصرى القديم وكانت تلك المقابر غنية بالنصوص التى تشير الى جحوتى العظيم مؤسس الحكمة المصرية وكانت هذه الكتابات تصف اعادة النشأة الروحية فى معرفة الاله ..
وقد حج الكثير من المسيحيين الغنوصين الاوائل اليها ليتطلعوا على اسرار جحوتى وحكمته الالهيه ..
وقد كتبوا فى اشعاع نفوذها القوى فلسفتهم فى غنوص الخلاص وهى المعرفة الالهية المباشرة التى منحها الاله لعيسى ابن مريم ..
ومن هنا اقتبست الكنيسة الكثير من الفكر المصرى القديم ووضعت قالبا ليصبح الدين المسيحى هو نفسه دين الوثنية كما قالو هم على المصرية من قبل وظهرت طوائف فكرية مختلفة ومتنازعة يكفر كل منهما الاخر ويستنكر كل منهم فكر الاخر بل ويخرجة من المللة المسيحية ككل كما هو الحال بين الكاثوليكية والارثوزكسية التى استمر الصراع بينهم لعهود طويلة وقد تكون مازالت مستمرة بتكفير كل من هما الاخر ورفض الكاثوليك الفكر المسيحى المتشبع بالمصريات وبالهوية المصرية وعلوم لاهوتية التى تم بثها فى قلب تلك العقيدة بل ايضا باقتباس طقوسها حرفيا من قلب الحكمة المصرية ..
ومن هنا كان لمصر دورا فى منتهى الاهمية لتعليم كل الطوائف التى احتضنتها الاسكندرية فى اوج ازدهارها كيف انها تحافظ على استمرارية تراثهم وكيانهم وذاتهم دون الاصطدام بجهل المعتدى فى لحظة ضعف الكيان نفسة ..
ومن ابرز تلك الحضارات التى اتبعت نفس الاسلوب المصرى فى هذا الاتجاه هم الزرادشتيين والبابليين فى مواجه الغزو الاسلامى ومحاربتهم بزرع فكرتهم فى قلب الكيان الاسلامى الدخيل وشق صف المعتدى باختلاق طوائف مدعومة بفكر وتراث الارض المعتدى عليها ..
ومن هنا ظهرت طوائف الشيعة التى اعتبرت كفر وخروج عن الملة الاسلامية ايضا وهذا سيبرر سبب العداء الدامى بين الحجاز وايران والذى مازال قائما حتى يومنا هذا ..
ولن اتحدث الان عن الاسس الفكرية التى بنى عليها الدين الاسلامى ومن اين اتت ولكن سوف اتحدث عن التأثير الذى حققتة الثقافة البابلية والزرادشتية بتثبيت حقائقها فى قلب الفكر الدخيل ..
ومن ابرز تلك الاساليب التى بدأت هى ان العربية والاسلام لم تكتشف ولم يعرف لها معنى لغويا او فكريا الا على ايد الفرس والعراقيين الذيين استماتو فى تطبيق الدرس المصرى من اجل الحفاظ على كيانهم ومن ابرزهم الامام الجيلانى ..يسبويه..ابو حنيفة النعمان ..ابن حنبل ..البخارى ..الترمزى..

من اهم امثلة توغل الزرادشتية والبابلية والسومارية فى الاسلام :
زرادشتية في بدء الدعوة والكلام هو جزء من “الأفستا” كتاب الزرادشتية المقدس منذ ما يزيد عن 2600 سنة.
عن هذه النبوة والرسالة والوحي المنزل ينبعث قسم من “الجاتها” الحديث الفقهي وهو عن هذا النبي الرسول زردشت يحدث: إلى التفكير والعزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب وحتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا وللشباب غروبا ..
وعن الحقيقة باحثاً راح يطوي..طيات الصحراء تهجدا…ومتجهدا طواه غار في جبل سبالان حيث بدأت أولى بشائر نبوته ورسالته حوالي سن الأربعين من العمر، بالرؤيا…ثم بالكلام…ثم بالإسراء أو المعراج إلى السماء!”.
پل چینود Činvat Peretum – chinvat bridge الصراط (جسر) جهنم في كتاب افستا الزرادشتي ..

حسب الزرادشتيه فإن الجسر هو فاصل بين عالم الأحياء و عالم الأموات. يمر الجميع عبر هذا الجسر عند الوفاة. فإذا كان الشخص من الأشرار ، سيضيق عليه الجسر ويخرج شيطان ليسحب روحه الي مكان العقاب الابدي وإذا كان الشخص من الاخيّار سيتسع الجسر بما فيه الكفاية ليعبر هذا الشخص بكل سلام ، بعدها الزرادشتي الصالح سيخلد في الجنة إلى جانب زرادشت في حين ان الشرير سيخلد في النار إلى جانب الشياطين.
قال أبو سعيد الخدرى فى صحيح مسلم: ((الصراط جسر أدق من الشعر وأحد من السـيف يضربه اللـه جل وعلا على ظهر جهنم ليمر عليه المؤمنون إلى جنــات النعيم والمشركون إلى جهنم وبئس المصير، فهو قنطرة بين الجنة والنار)).
كما فى صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: يارسول اللـه أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار؟ فقال المصطفى ((يا عائشة هم فى الظلمة دون الجسر)) وفى لفظ مسلم ((هم على الصراط))
يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم اللـه فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم اللـه يقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا؟ فيدعوهم، ويضرب الصراط بين ظهرانى جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز الصراط، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللـهم سلم..سلم، وفى جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا اللـه تعالى، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو، حتى إذا أراد اللـه رحمة من أراد من أهل النار وفى رواية: فمنهم المؤمن بقى بعمله، ومنهم المجازى حتى ينجى حتى إذا فرغ اللـه من القضاء بين العباد، وأراد ان يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد اللـه فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم اللـه النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار – فكل ابن ادم تأكله النار إلا أثر السجود – فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة فى حميل السيل ثم يفرغ اللـه من القضاء بين العباد.
وغيرها من امثال من شق صدر زراديشت والحصان الطائر والاسراء والمعراج بل والكثير من العادات والتقاليد السالفة التى استمرت برفقة الاسلام كتقوس دينية وتعبدية ايضا ..
*عاشوراء – بابل ،
لطم الخدود وشق الثياب حزنا على تموز المظلوم تقليد عمره 5000 سنة في العراق .
اعياد الاكيتو القديمة كانت ستة أيام قبل ستة آلاف عام .ثم اصبحت عشرة .
وردت في النصوص السومرية والبابلية كثيرا من الاساطير التي تصف عودة تموز الى الحياة ثانية, فقد صورت اسطورة الخلق البابلية احتفالات رأس السنة الجديدة التي تقام سنويا في موسم الربيع حينما يتساوى الليل والنهار, حيث يؤخذ الآله بل – مردخ (تموز) أسيرا الى العالم السفلي ويحجز هناك, غير ان عشتار تحرره من أسره بعد ايام من البكاء والنحيب وترتيل المراثي الحزينة, حتى انتصار ه في الاخير على قوى الشر والظلام.
وتعود الاحزان الجماعية في تاريخها الى العصر المعروف بفجر السلالات بحدود 3200 ق. م. ففي بابل كانت المواكب الدينية تخترق شارع الموكب سنويا لندب الاله تموز, إله الخصب والنماء, للنواح عليه اثر الفوضى والخراب الذي حل بالارض عند هبوط تموز الى العالم السفلي, ونواح عشتار عليه. وكان الكهان يقومون بتنظيم هذه المواكب التي كان الملك يشارك فيها ايضا, التي تخترق بوابة عشتار وتقيم مهرجانات تستمر اثنى عشر يوما. وفي اليوم السابع تقام دراما محزنة تمثل موت الإله تموز. وتنتهي هذه الاحتفالات في معبد مردخ الذي يقع قرب نهر الفرات, حيث تعاد فيه تمثيلية” قصة الخليقة“.
كانت تجري في راس السنة البابلية التي تصادف الحادي والعشرين من نوروز الفارسي الحالي ، وتكتب في تاريخ البابلين كاول يوم من نيسان العراقي القديم ، فاول نيسان العراق هو حادي وعشرين فارس !
اليوم الخامس كان يحتفل فيه في بابل بطقوس الزواج المقدس ..يقوم الممثلون بلعب دور ( العريس والعروس ) بمشهد درامي مسرحي في الاكيتو.
الاهم من تعريب الثقافات نفسة الذى اعتمد علية العرب والمسلوم فى نشر فكرتهم هو فكرة الاقتباس والتأثر الذى تأثر بيها الفكر العربى الاسلامى دون ان يدرك هذا بمعنى ان تعريب العملة مثل تصليب معبد فالنتيجة الطبيعية ان الاقدم يأثر على الاحدث وهذا واضح وضوح الشمس فى اقتباس المسلمين ايكونة الهلال والنجمة اللى كانت محفورة اعلى رأس زراديشت على العملة الفارسية و نحن ندرك جيدا علاقة الهلال بالرب سين ومدى تأثيرة على الاسلام لدرجة ان يوجد ايات كتير ذكرت هذا الموضوع بل وكان قسم مقدس ايضا ..
وغير كل هذا زرادشت اتنصب كنبى عند بعض المسلمين الحمقى ..
مرفق مع المقال بعض الصور اهمها صور لعملة عربية مطبوع عليها زراديشت وفى نفس الوقت مكتوب عليها محمد رسول الله كدليل قوى على واقعية دمج الثقافات والافكار والتعمد لاحداث ذلك ..
فارس لقت صدى قوى لفكرتها ورأت انها اصبحت متحكمة فى الموضوع وهى التى غزت الفكر الاسلام وليس العكس وزادت مطمعها لدرجة انها تبنت فكرة الغزو بالفكرة التى كانت منتشرة واستطاعت ان تصل بيها لداخل مصر ايضا وهنا مصر وقعت بين صحنى الرحاية لان مصر بمثابة مكبر الفكرة وناشرها عالميا فبدأ النزاع بين نشر الفكر السنى والشيعى فى مصر بعد مكانت مصر منبر لتدريس الفكر الطائفى واستطاعت الوهابية كسر سم الشيعة فى مصر باختلاق الفكر المتطرف والارهابى الذى نعانى منه الان ورفض الاخر مهما كان مبرره ..
العرب اثروا ايضا فى الفرس ولكن ليس كما نتوقع ..فقط استعاروا منهم الاحرف العربية ليسجلوا حقوق الملكية الفكرية لولادة هذه اللغة على ايديهم ورغم ذلك لا ينطقونها ومازالو محتفظين بلغتهم الاصلية ..
فلم يذهب مجهود المعلم المصرى هباءا او بدون جدوى بل اثبت حسن اسلوبه فى تعليم غيره من تلاميذ حتى وان اختلفت جنسياتهم فى حفظ العلوم المقدسة داخل بيت الاعداء ..وهنا يجب ان نتوقف عند خط سير العلوم المصرية خارج ارضيها ومن قام بالاشراف على هذا لانتقال ولكن فى مقال اخر قريبا ..
ودمتم سالمين ..

No comments:

Post a Comment