Saturday, March 17, 2018

التثليث الهرمسي

تشير الكتابات الهرمسية الشعبية العائدة للقرن الثالث قبل الميلاد ان الكون جميل وخير، لأنه مُخترق باله، فبتأمل جمال الكون، يتوصل الانسان للألوهية.
 والاله، هو الواحد، والكل، وهو خالق، ويدعى اب، والانسان يشغل المكان الثالث من التثليث بعد الاله والكون.
فرسالة الانسان هي: “تأمل وتقديس الاشياء السماوية، ومعالجة وادارة الاشياء الارضية“.
وفي نهاية المطاف، ان الانسان هو المكمل الضروري للخلق، انه: “الكائن الحي القابل للموت، زينة الكائن الحي الخالد
الله في المسيحية
منذ بدايات الكنيسة الرسمية عرف المسيحيون الاله تحت ثلاث صور هي:
1.الاب وهو خالق وقاض والذي ظهر في العهد القديم.
2.يسوع وهو السيد المسيح المبعوث.

3.روح القدس الذي كان له القدرة على تجديد الحياة واكمال الملكوت.
وهكذا يظهر في المسيحية وهو يمتلك ثلاث مضامين، وهو ما يعرف بالثالوث المقدس، وبالتالي ان ذلك لا يعني ان للمسيحيين ثلاثة الهة، بل اله واحد في ثلاثة مضامين، وهو مبدأ لخصه القديس اوغسطين في العبارة: جوهر واحد-ثلاثة اشخاص.
وقد عبر عن هذه العقيدة احسن تعبير قانون مار اثناسيوس(توفي عام 373م): “الايمان الجامع هو ان نعبد الها واحدا في ثالوث، وثالوثا في وحدانية، لا نخلط المضامين، ولا نفصل الجوهر.
 فإن للاب شكلا على حدة، وللابن شكلا اخر، وللروح شكلا اخر. ولكن لاهوت الاب والابن والروح القدس كله واحد، والمجد متساو، والجلال ابدي معا
الاب اله، والابن اله، والروح القدس اله، ولكن ليسوا ثلاثة الهة بل اله واحد…الاب رب، والابن رب، والروح القدس رب، ولكن ليسوا ثلاث ارباب بل رب واحد
الدين الجامع ينهينا عن ان نقول بوجود ثلاثة الهة، أو ثلاثة ارباب“.
 لكن اريوس كاهن الاسكندرية طرح في اوائل القرن الرابع الميلادي تفسيرا اكثر تماسكا واكثر فلسفة لمفهوم التثليث، اذ لم يرفض اريوس التثليث، ولكنه انكر المشاركة في الجوهر للأشخاص الالهية الثلاثة، فبالنسبة له ان الاله واحد غير مخلوق، وان الابن وروح القدس خلقا فيما بعد من قبل الاب، وبالتالي هما ادنى منه.

 وقد عاود اريوس من جهة اخرى الاخذ بنظرية المسيح الملاك، اي المسيح المتماهي برئيس الملائكة القديس ميخائيل وهي فكرة ظهرت في روما في القرن الثاني الميلادي.
الا ان افكار اريوس رفضت تماما. ومن الجدير بالذكر انه نتيجة لتأليه السيد المسيح تم تأليه مريم ام المسيح، ففي نهاية القرن الاول الميلادي كانت الكنيسة قد اعترفت بالدلالة الدينية لمريم، فأهمية مريم تنبع من امومتها، فهي ديبارا اي: “تلك التي تلد الاله”، وهي عبارة تأكدت لأول مرة في بداية القرن الثالث الميلادي.
ولكن عندما استعمل هذا المصطلح القائلون بالطبيعة الواحدة في معنى هرطقي استبدلت كلمة ديبارا بعبارة اكثر وضوحا هي ثيوتوكوس اي ام الاله.

No comments:

Post a Comment