Sunday, March 18, 2018

إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد..

وآخرون عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار..

وآخرون عبدوه محبة وشكرا فتلك عبادة الأحرار ..

علي بن ابي طالب ...

Saturday, March 17, 2018

محراب الكون وسننه

مخالفة السنن الكونية فى امور حياتنا الطبيعية تجعل للكون ردة فعل عكسية وسلبية بقدر مقدار انحرافك عن النسق الكونى فى الفكرة او السلوك حتة لو كانت من باب الرفاهية او بدافع الاحتياج على معطيات النجاح والتقدم والسعادة فى حياتك فيختفى الرضا والسكون ..

بمعنى كما تدين تدان وكل واحد لازم يقف يحاسب نفسة ويحدد نقاط انحرافة عن الموجة الكونية دون ان يبرر لنفسة او يتوهم انهة صحيح لان احيانا السلوك يخدع صاحبة فلا يصطدم الا بكتلة طاقة سلبية تغير مسار حياتة يرى فيها الكون ظالما ومبادرا بالسلبية وهذا لا يحدث فلكل فعل رد فعل وليس العكس ..
وبحسب النظرية الجديدة الحالية للجاذبية التثاقلية فان للمشاعر والافعال ايضا ردود افعال فى البعد الاخر للطاقة الكونية فكلما كانت شدة الفعل كلما كان الرد فعل بعنف حتى حدوث الاصطدام ..
فما بلك بمن يعلم تلك النسق الكونية ويستهتر بردة الفعل فمن الطبيعى ان تأتى مضاعفة ..
"من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"

تصبحو على حب وايجابية وامل وحزر ..

تصبحو على ماعت وعلى ضمير حى و روح نقية بريئة

المرأة فى مصر القديمة "الكأس المقدسة "

المرأة في مصر القديمة كانت هي بوابة الدنيا… هي العرش و السند والأهل والأم و الرفيقة… هي الوجه الآخر للكون فبدونها لن يعرف الرجال الكون… فرحلة التناغم مع الكون تبدأ من المرأة كما يبدأ الانسان حياته من رحم المرأة فأول دقة من قلب الجنين تكون من قلب أمه… تذكروا انه بلا است ما كان لحرو ان ينتصر ويظل حاكما أبديا على مصر. نساء مصر هن عرش مصر.
علمنا أجدادنا ان المرأة هي قدس الأقداس منها تأتي الحياه وهي حامية البيت وراعيته وهي مصدر قوة زوجها وملهمته فهي نور رع داخل بيته وعقله وقلبه فتبث المرأة النور فيشع وعي الرجل ليكون قويا صلبا لا يهزمه أحد وهو في حماية الست المصرية سخمت ابنة رع.
است (ايزيس) تعيش داخل كل امرأة تهب البشر الحياة… الام المصرية اسطورة صنعت الانسانية..
لنبدأ بالتجليات فتعدد التجليات للجوهر الواحد فإست تتجلى في اكثر من شكل وصورة فهي قوية كسخمت و رقيقة كباستت و أم حنون كحتحور و مظلمة كموت و حكيمة كسيشات و ربة منزل و منشأة أجيال كنب حت وتظل في النهاية است حامية العرش والملكة تجمع كل تلك الصفات… تلك الصفات ترتبط بالأجرام السبعة القديمة عند المصريين وأيضا بمجموعة نجوم الاخوات السبعة Seven sisters pelaidus… هكذا يتضح ان الفلسفة المصرية كانت تدرك معنى الجوهر الواحد للخالق وتعدد تجلياته و يظهر ذلك في مثل بسيط مثل القطة لها سبعة أرواح
من اعمق تجليات ايزيس التى تم سردها هى نفتيس ربة البيت والعشيقة وهنا لماذا يتكرر هذا المشهد كثيرا بين ايزيس ونفتيس؟
اولا : است (ايزيس) و نب حت (نفتيس) هما ترميز لنجمتي الشاعرة اليمانية أ البراقة و التي لا تظهر للعين المجردة بسهولة لخفوت بريقها فهما الاختين المترافقتين ولكن نجم ايزيس اسطع من شقيقتها نب حت…
اوائل من رأى النجمة الثانية هم اهل اراضي الدوجون بمالي وتعود اصولهم لمصر و انتقلوا كمجموعات مهاجرة لأراضي مالي… يكمن اهمية نجمتي الشاعرة في ظهورهما مع الانقلاب الشمسي الشتوي وهو رمز لعودة الشمس من الموت في الشتاء للحياة والعودة في الربيع كما هي دورة الروح من الحياة والموت ثم الحياة الأخرة وأيضا لاست و نب حت بعد فلسفي وهو ان ايزيس هي زوجة اوزيريس او معادله النسائي و نفتيس (نب حت) ربة المنزل هي زوجة ست…

ومن خلال الاسطورة فان حورس ابن اوزيريس كان يحمل كل طيبة ونزاهة وحب ابوه ولم يكن يعرف المادية مطلقا ولكن بعد انتهاء معركته مع ست والتي هي محاولة حورس الدمج بين اوزيريس النقاء العقلي والروحي و ست المادية المظلمة وبمساعدة تحوت استطاع حورس دمج اوزيريس و ست او استطاع استيعاب النقيضين فتوج ملكا ابديا لمصر فحورس هو العقل الواعي الذي يعرف متى يكون كالنسيم ومتى يكون كالوحش امام اعدائه… و حورس هو تجسيد لرع الشمس المشرقة في السماء و لهذا يوجد رع حرو أخت الشمس المشرقة في الأفق فحورس هو شمس الوعي والحكمة التي تشرق في وجدان كل انسان يطلب الحكمة والمعرفة والوعي… ولانه كما سبق وذكرنا ان روح المتوفى تتحول الى شمس مشرقة في كل نهار جديد او تتحول الى حورس والذي هو ايضا اتحاد لاوزيريس وست فتقف زوجات كلا من اوزيريس و ست بجانب المتوفى لتساعده في تحول روحه لشمس مشرقة فايزيس تساعد الجزء الاوزيري في قيامته و نب حت او نفتيس تساعد ست ايضا في قيامته وبقيام الاثنين معا يبزغ حورس او شمس الوعي… ولهذا تقف الانثى بقطبيها الروحي ايزيس والمادي نفتيس لتساعد الذكورة بقطبيها الروحي اوزيريس والمادي ست في الاتحاد مما ينتج شمس الوعي والادراك وامتلاك زمام الامور…

وبوجود حورس يكون كل انسان ملكا على نفسه يستطيع ان يتحكم بغرائزه وليس العكس… فان اتحاد الاحساس بالروح والاحساس بالمادة يخلق الاحساس الكامل بالكون لان الكون نفسه له وجه روحيا اثيريا و وجها ماديا لا يجمعهما الا ادراك الكون عقليا من خلال الروح والمادة…
اذا تواجد ايزيس و نفتيس بجانب المتوفى هو تأكيد لفكرة اتحاد الروح والمادة التي هي اصل خلق الانسان حيث اختلطت روح الخالق العظيم بالمادة لتنجب الانسان الحكيم الواعي او لتنجب حورس الملك الذي يحكم العالمين الروح والمادة.
اهمية ايزيس الأنثى لعقل الرجل… فان تماثيل عدة اوضحت صورا للملوك بجانب زوجاتهم وقوفا ومقدمين القدم اليسرى عن اليمنى ولكن لماذا ؟
من المعلوم طبيا ان فص العقل الأيسر يتحكم في نصف الجسد الايمن والعكس صحيح فان فص العقل الايمن يتحكم في نصف الجسد الايسر… ومن هنا نستطيع ان نفهم ان تقديم القدم اليسرى هو علامة مصرية لتفعيل دور فص العقل الأيمن وما اثبتته دراسات المخ والأعصاب ان فص العقل الايمن هو المسئول عن الابداع والعاطفة وربط الافكار والتأمل بينما يعمل نصف العقل الأيسر على الغرائز البشرية والتحفيز في ساعات الخطر والقوة البدنية والاحاسيس الملموسة او الاحساس بالمادة… ويبدو ان فصي العقل يسيران في اتجاهات معاكسة ولكن الواقع انهما يكملان بعضهما البعض…
وتواجد الملكة بجانب زوجها يدفع فص العقل الايمن للتفاعل بقوة حيث ترتقي النفس بالابداع والتأمل في الكون وفي نفس الوقت هي من تحفز الفص الايسر في حالات الخطر والاستدعاء لقوة الرجل للحماية… فان ايزيس او الملكة هي في حياة الملك او الرجل كأرض مصر فهي تحفز الابداع والتأمل في حالات السلم وأيضا تحفز الخوف واستدعاء القوة والشدة والمادية في حالات الاعتداء والحرب… لذا نجد ان ملوك مصر دائما كانوا يصورون وقدمهم اليسرى للامام للاشارة الى الابداع في عقولهم وكيف ان تواجد الزوجة كان محفزا للابداع والحب…
وهذه الخطوة اليسرى المقدمة هي اساس الخطوة العسكرية في العالم كله حتى الآن والتي هي رسالة مصرية ان بالحب والقوة نهزم اعداء وطننا… انه بحب الارض والزوجة نحمي حضارتنا. حافظوا على ارضكم وزوجاتكم فهن الحصن والقوة فزوجة حورس حارس مصر هي حت حور او بيت حور فالزوجة او الوطن هما بيت الرجل الذي لا غنى عنهما ابدا.
من جانب اخر و وفقا للاسطورة العظيمة لاوزيريس وايزيس… فانه بعد ان قطع ست اخاه اوزيريس الى اربعة عشر قطعة و وضع كل قطعة في صندوق ما عادا عضو اوزيريس الذكري فألقى به للسمك حتى يأكله ونثر الصناديق الثلاثة عشر في انحاء الارض… طافت ايزيس الارض لتجمع أجزاء زوجها أوزيريس ونجحت في ان تجمع اجزائه الثلاثة عشر وتعيد جسده الا عضوه الذكري الذي اكله السمك فلجأت لتحوت الذي ساعدها في اعادة خلق عضو ذكري جديد من الذهب لأوزيريس… فعاد أوزوريس من الموت وانجب من ايزيس حورس واصبح اوزيريس هو ملك العالم الآخر تاركا مهمة استعادة العرش من ست.
ببساطة فإن الاسطورة تشرح مهمة المعابد في مصر القديمة عموما… فالمعبد هو ايزيس الذي يسعى دائما لجمع علوم الكون أجزاء أوزيريس بمساعدة الحكمة تحوت… ولا تكتمل العلوم الكونية الا بجزء مفقود من العلم والذي هو القدرة على جمع العلوم وربطها مع بعضها واستخراج الحكمة منها والتواصل مع الكون بشكل افضل مما ينتج عنه زياده الوعي البشري واذكاء الروح… ولذا كان يسمى المعبد بربا او ارض الروح… ومن خلال زيادة الوعي واذكاء الروح يمكن للانسان ان يهزم المادية الزائدة التي قد تفقده الحياة الاخرى الخالدة التي يبتغيها المصري فبالعلم والحكمة والروح يستطيع الانسان ان يسيطر على المادية وتطويعها لمصلحة الانسان بدلا من أن تسيطر المادية عليه… 
انها حكمة أجدادنا التي تنطق بها الأسطورة لتشرح مهمة العلوم والوعي و دور المعبد الحقيقي في توعية الانسان ومساعدته ليصل الى النورانية في الحياة الأخرى لأن كل عقل يعمل كإيزيس في جمع العلوم أوزيريس والحكمة تحوت من التفكر في الكون فينمو وعيه حورس ليكون سلاحه ضد الانزلاق في المادية والفوضى…
ولن اتجاوز ذكر ايزا ست الكل بدون ان اذكر الكأس المقدسة مصرية… انها رحم ايزيس المقدسة… رحم سيدة الأرض التي قدست في كل انحاء العالم القديم تقريبا… فهي الرحم الذي أنجب حورس… شمس الوعي الجديدة التي هي رع… صورة تاج ايزيس وحتحور هو في الواقع رمزا لرحم المرأة… صورة قرنين البقرة قريبة جدا من رحم المرأة خاصة وان قرص الشمس بينهما يمثل الجنين في الكيس في رحم أمه… فأجدادنا قدسوا المرأة ودورها في الحياه وعلموا انها بوابة للعالم الذي نعيش فيه هي حصن للأمل وبذرة الوعي فهي الارض الخصبة لقيام روح جديدة… فكرة ميلاد رع من جديد وارتباطها بفكرة ميلاد حورس الوعي واضحة بلا شك في تاج ايزيس… رع حور اخت تترجم رع في الافق ولكن تدرك بأنها شمس الوعي داخل الانسان داخل افق عقله وتفكيره… الكأس المقدسة الحقيقية هي رحم ايزيس او است المرأة المصرية أم الدنيا..
ومن اهم تجليات الأم المقدسة ايزيس والوجه الاخر لحنانها وطيبتها…
سخمت نتر القوة والنار والعلاج والحرب والحماية… فهي من تحمي عرش الملك وتبارك الجيش في المعارك وتداوي الجرحى… لقد أتت من نار رع لتعاقب البشر بعد ان سادتهم المادية ونسيوا أنفسهم…
قدس المصريون ايزيس في صورة انثى الاسد حيث كانت ترمز لقوة الام وتفانيها في حماية ابنائها ورعايتهم… فالام المصرية تفترس من يقرب ابنائها بسوء… عرف المصريون ان المرأة مخلوق مقدس يحمل قوة لا متناهية تستطيع ان تحصد الارواح ان غضبت كما هو في الاسطورة او تحمي الارض والعرش ان احتويت…
فأقام الكهنة لسخمت 700 تمثال على شاكلتها يقفون امامه كل ليلة لكل سنة حتى ترضى ويتحاشون غضبها… أيقن المصريون العظماء انه لابد من احتواء المرأة بحب وحنان لأنهم كانوا يعلمون ما قد يأسيه البشر من غضب المرأة وشرودها… فيأتي تجلي ايزيس في انثى الأسد لانه تجلي لظاهرة التزاوج بين السماء والارض فانثى الاسد على الارض وفي السماء برج الاسد حيث تكون الشمس في اوج قوتها في الصيف وبالنسبة لدورة الشمس الكبرى فأيضا تكون فأعلى درجاتها عن خط المجرة في برج الاسد…
كما هي ايزيس زوجها في السماء او العالم الآخر أوزوريس ولكنه في الجهة المقابلة حيث تخفت الشمس في الشتاء… لذلك كان من اولى تجليات ايزيس هي سخمت ابنة رع والمجرة حتحور. وهذا الربط بين برج الاسد وسخمت يتضح في الثعبان وادجيت حول رع فوق رأسها رمزا لحركة الشمس المتعرجة في الافق طوال العام او في دورة الشمس الكبرى وكذلك تظهر سخمت على هيئة ثعبان برأس أسد وعلى رأسها تاج العرش الخاص بايزيس… وهنا يبدو الرابط واضح بين ايزيس وسخمت و رع…
كما ان من ناحية اخرى فان التطابق الملحوظ بين قصة ايزيس و العذراء مريم ملفت للانتباه ويستدعي النظر عما اذا كانت قصة مريم العذراء هي اعادة استقراء للام ايزيس التي قدسها المصريون والعالم القديم اجمع تقريبا وحتى الآن وقد نقلت لكل اسطورة مقدسة انها العزراء حتى الى ادبيات الابراهيميات بما فيها المسيحية. ان ايزيس وصفت كعذراء في نصوص الاهرام وهي تطلق على نفسها حسب النصوص انا الام العذراء، وأيضا بمعبد الملك سيتي الاول يعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد بمنطقة أبيدوس وصف لايزيس بأنها العذراء الكبرى او العذراء العظمى.

ويأتي وصف ايزيس بالعذراء لعدة أسباب:
أولا: وفقا للرسوم الموجودة بمعبد سيتي الاول فان ايزيس حملت بحورس من اوزوريس بعدما تحولت لصقر او نسر وحلقت فوق جثته وفي سرد أخر هي حملت من اوزيريس عن طريق السحر حيث صنعت له عضوا ذكريا بدلا من المفقود بمساعدة تحوت وكان من الذهب ولكنه لم يعاشر ايزيس بل ان اكمال جثة اوزيريس كان بغرض اعادة الروح له في العالم الآخر او الايمي دوات. و ذلك لان ايزيس هي نتر او مخلوقة ربانية ربا تحمل شكلا بشريا ولكنها لا تحمل نفس الخصائص لانها تعبر عن رمز الانثى الام بشكل عام وكوني.فكل النترو الاناث ما هم الا تجليات للام ايزيس وهذا واضح في كم الترابط بين ايزيس و حتحور نتر المجرة وهي زوجة حورس والتي يعني اسمها بيت حورس. ففي كثير من الاحيان نجد ايزيس تارة ترتدي تاج العرش و تارة ترتدي تاج القرنين وسطهم قرص الشمس مع العلم ان هذا تاج حتحور. وايضا تتجلى ايزيس في زوجة آمون وهى “موت” و أم خنسو حيث يرمز لموت بالنسر نخبت رمز الشمال وهي من استعارت منها ايزيس وماعت وحتحور اجنحة النسر. بعد اندماج آمون و رع في آمون رع اندمجت موت مع زوجة رع او حورس حتحور وانجبت موت ابنها خونسو نتر القمر من آمون رع بالسحر وليس بالمعاشرة مما يعد اعادة سرد لطريقة ميلاد حورس من امه العذراء ايزيس وهكذا يعتبر ان سر الانجاب بالسحر هو سر ايزيس نفسها ولذا كانت تدعي ايزيس حبيبة النتر من وهو احد صور آمون ولكن يظهر بالكفن الاوزيري و عضوه الذكري منتصب للاشارة للصورة التي كان عليها اوزيريس بعد تركيب عضوه الذكري التي صنعته له ايزيس وكان من اسماء النتر “من” هو “كا موت اف” بمعنى روح موت المتألقة وهذه اشارة أخرى لفكرة الانجاب بالسحر وليس بالمعاشرة لان التزاوج يتم بين مخلوقات نورانية وليسوا بشر.

ثانيا: ايزيس لها ترميز آخر عند قدماء المصريين لا يتعارض مع كونها رمزا للأمومة وهو الترميز الفلكي حيث انه كان لها اكثر من رمز فايزيس كانت تعتبر روح نجم الشاعرة اليمانية سوبدت كما اطلق عليها المصريون وايضا هي برج العذراء في البروج كما هو واضح بلوحة الابراج بمعبد حتحور بدندرة. ويأتي ترميز ايزيس الفلكي على خلفية ان تشكيل حزام أوريون النجمي يظهر في الافق السماوي مع نجم الشاعرة اليمانية مع كل انقلاب شتوي للشمس كل عام وهذا مما جعل المصريون ينظمون اسطورة اوزيريس وايزيس وحورس على النحو الادبي كسرد للحدث الفلكي وهو ان تشكيل اوريون النجمي اوزيريس و نجم الشاعرة ايزيس تزاوجا لانجاب الشمس حورس وهو رع حور اختي لان الانقلاب الشمسي الشتوي كان يعتبر ميلادا جديدا للشمس. اما كرمز لبرج العذراء وهي القصة التي تم اعادة سردها كقصة العذراء والمسيح فهي ترتبط بدورة الشمس حول قلب المجرة درب التبانة وتسمى دورة البداري precession cycle او دورة الاعتدالات حيث تكون 25920 سنة بمقياس 72 عاما لكل درجة على دائرة 360 درجة وتدور فيها الشمس عكس عقارب الساعة او عكس دورة الابراج فوفقا لتلك الدورة الكبرى الشمس خرجت من برج الحوت وعلى ابواب برج الدلو ثم بعد 2160 عاما تدخل على برج الجدي وهكذا. ووفقا لتلك الدورة فان الشمس تمكث في برج العذراء 2160 عاما قبل الانتقال لبرج الاسد وبرج الاسد قديما كان يدعى مملكة الشمس او عرينها حيث تبدأ الشمس في الارتفاع عن خط المجرة وتكون الشمس في اقرب نقاطها كمسافة من نجم الشاعرة اليمانية ومن تشبيه المسيح بأسد اليهودية وامه العذراء فيتضح ان القصة هي استقراء للحادثة الفلكية والتي هي ان الشمس تمر ببرج العذراء قبل ان تدخل مملكتها ببرج الأسد وتمكث في البرج 2160 كما ذكر ومما يؤكد ذلك ان تحوت هو رمز لكوكب عطارد والذي سمي هرمس في الهلينية وميركوري في الرومانية وهو اسم كوكب عطارد حتى
الآن و منزل كوكب عطارد الفلكي هو برجي العذراء والجوزاء وهكذا تكتمل الصورة حيث ان تحوت الممثل للحكمة والوعي و منزله برج العذراء هبط كحامل البشارة للعذراء بانها ستلد غلاما حورس او الشمس وسيكون له شأن عظيم او ان الشمس ستدخل برج الاسد بعد العذراء.
ثالثا: عذرية ايزيس تظهر واضحة في ارتباطها بالنتر نيت هي الامومة السمائية نسبة للفضاء الفسيح وتظهر نيت على معبد اسنا مع ابنيها دون زوج ولم يذكر انها تزوجت او ارتبطت بنتر آخر لتنجب ابنيها وهكذا تعتبر نيت انجبت من العدم ونيت ارتبطت عند المصريين بالامومة ايضا والحرب والقوة وكذلك تطورت فكرة العذرية مع ثالوث بتاح و سخمت وابنهم نفرتوم الجمال فسخمت انجبت نفرتوم دون ان يمسسها بتاح فهو مخلوق من عدم و ارسل روحه لسخمت لتنجب هي الاخرى من عدم. وكما ذكر بأول المقال ان كل النترو الاناث هم تجليات للام ايزيس وانها قد تحل محل ايا منهن لانها هي حامية العرش وصاحبة القوة والقدرات السحرية والعلاجات من الاوبئة واللدغات السامة. فايزيس كانت تحمل كل صفات القوة وهكذا هي علمت اينها كل تلك القدرات فلا عجب ان نعرف ان كل معجزات حورس هي نفس معجزات المسيح ابن العذراء مريم.
ملحوظة بخصوص تطابق قصة المسيح مع اسطورة كريشنا في الهندوسية فهذا منطقي لان اسطورة كريشنا مأخوذة من اسطورة حورس وهذا ما ذكر بكتاب شموس الرب كريشنا وبوذا والمسيح للكاتب أكاريا.
وهذا المقال المقتضب نعتبره فصلا للمقال في قادسية ايزيس أم الدنيا رمز للانثى المصرية العظيمة وللرد على من يدعى ان ايزيس مجرد زوجة وحين يكرمها تصبح زوجة مناضلة من اجل حريتها وكيانها المستقل فقط..
كفاكم سطحية وكفاكم استهزاء بالعقول باسم حقوق المرأة باطلا وجهلا..
دوا است..
دوا كمت..

النتر ست وغريزه البقاء للاقوي وكوكب زوحل

ست هو النتر المصري للظلام والصحراء والعواصف والحرب وعرف عنه خطأ انه يمثل الشر.. بل على العكس ست يعتبر من اهم النترو المصرية ويحمل فلسفة مصرية عميقة في فهم الكون والطبيعة البشرية وجاء وقت لنرفع الظلم عن ست النتر القوي الذي اعتقد المصريون انه يساعدهم في اجتياز الصحراء والعواصف و الظلمات و ايضا يساعدهم ويعلمهم فنون الحرب والقتال كما صور يعلم تحتمس الثالث الرماية وسمي ملوك انفسهم تيمنا باسم ست مثل الملك سيتي الاول..
يتضح من امكانيات ست ومجال تأثيره انه يرمز لغريزة البقاء في الكون والانسان واي شيء تقريبا وعلى نقيضه أوزير يرمز لغريزة العودة لاصل الكون وهو العالم الآخر حيث تعود الروح لمصدرها مرة آخرى.. تلك هما القوتان المتعادلتان التان يتصارعان حول روح الانسان والكون كله.. فالانسان يحركه على الارض غريزة البقاء والتمسك بالحياة فهي من تجعله يحارب اعدائه وينتصر عليهم هي من تجعل الانسان يخترق الصحراء الشاسعة بعواصفها و ظلمتها ويخرح منها متسلحا بغريزة البقاء.. ست هو تعبير عن قوة هذه الغريزة التي جعلت المصري يتقن فنون الحرب من اجل الحفاظ على بقائه وعلى بيته واسرته وارضه لذا تزوج ست من نب حت ربة المنزل حيث ان مسئولية المصري اتجاه اسرته تحفز غريزته للبقاء ولان التوالد يضمن البقاء فكان ست يريد الزواج من است او ايزيس و لكنه فشل وجاءت رغبة ست فانه يرغب في ان يتزوج بمصدر التوالد والانجاب و لكن أوزير غريزة العودة للمصدر هو من تزوج است رمز العرش المصري وايضا رمزا للارض الخصبة التي يحرثها الفلاح أوزير لتنجب ثمرة الحياة..
ولعلنا نجد في اسماء ست واست تقاربا فاسم است يزيد عن ست في حرف الالف وحرف الالف في اللغة المصرية القديمة هو حرف للنداء وهنا يتضح ان است حامية العرش هي نداء لغريزة البقاء فعرش مصر يحتاج الى غريزة البقاء البشرية لتدافع عنه وعن الارض والشعب.. لذا نجد ان ست غريزة البقاء هو من يحارب أبيب او عبب الثعبان الذي يهدد مركب رع خلال رحلتها في العالم الآخر و هذا منطقي ان يحارب ست غريزة البقاء المخاطر المحتملة التي تواجه الانسان او وطنه او الكون كله وكان ست احيانا يرسم برأس حورس وهو يحارب عبب اشارة الى هذه المهمة المقدسة.. ومن خلال الاسطورة نجد ان اوزير استسلم لست و نام في التابوت الذي صنعه له ست وهذه ليست سذاجة من اوزير بقدر ما هي تعبير عن رغبة أوزير في عودة روحه لخالقها فهو لا يرغب في الابتعاد اكثر من ذلك عن اصوله في العالم الآخر لذا نجد ان أوزير هو من يحاسب الموتى عن طريق قواعد ماعت حيث ان الروح لتعود لخالقا ترفض اي تمسك بالماديات و في المقابل ست يطوع كل ما هو مادي ليبقي الانسان اطول فترة ممكنة و من هذا الصراع يبزغ حورس الذي يعدل بين الغريزتين فيمكن الانسان من الحياة كأنه يعيش ابدا وايضا متمسكا بقواعد ماعت لانه قد تباغته المنية في اي وقت.. 

وهكذا يظهر ان ست ليس شريرا على الاطلاق انما هو الادرى بكيفية الحياة على هذه الارض و اخيه أوزير هو سيد العالم الآخر الذي علم الشعب المصري الكتابة والفلك والزراعة لان المصري من شدة رغبته في تحرر روحه من المادة درس الكون بكل تفاصيله و تعلم الزراعة و العلوم والفنون ليجمع المصري بداخله اعظم قوتين في الكون قوة البقاء و قوة الفناء.. وعلى مستوى الكون فهذا ما يحدث في المجرات حيث تدور حول ثقب اسود وهو فناء المجرة بينما تدور النجوم و معها الكواكب رغبة منها في الابتعاد عن الثقب الاسود الذي يتوعد بالتهامهم فالكون نفسه يحما بداخله مقومات بقائه وفنائه ويتصارعان طوال الوقت كما هو حال المادة فهي تحاول مقاومة التحلل ولكنها تتحلل في النهاية لتعود كما كانت في الاصل مجموعة من العناصر فقط. وهذا الفهم لست هو ما جعل المصريون يعتبرونه الاقوى ويرمز له بعصى الواس التي يحملها جميع النترو المصرية لان المصري كان يبتغي من تعامله مع النترو هو الاستزادة من العلم حتى يتمكن من البقاء والخلود لذا تعتبر عصا الواس هي مدخل كل النترو للحياة…
ومن خلال التقديس لغريزة البقاء عند المصري التبس الامر على الغزاة و عبدوا ست لانهم كانوا يبتغون البقاء كما فعل الهكسوس و الاغريق والرومان لان النظرة الغربية للفناء انه هو الشر المطلق فكانوا يرغبون في الهروب من الفناء عن طريق ست المصري ولكنه في نفس الوقت كانوا يعلمون ان الموت امر حتمي فتحول ست في المنظور الاغريقي والروماني للشيطان الذي يتحدى الآلهة ويبقي الانسان حيا رغما عنهم وتطور الامر الى ان الشيطان هو المسئول عن الرفاهية والمال و غيره من مسببات الحياة… وبالنظر الى مرادف كلمة يجلس في اللغات اللاتينية نجدها مأخوذة من اسم ست فالانجليزية sit و اللاتينية sit ايضا و الالمانية sittzen و واضح ان الجلوس هنا مرتبط بالجلوس على العرش او المكوث فترة طويلة ومن اسم ست جاء لفظ Satin الشيطان و معنى الاسم اللاتيني Satin تعني حرفيا الجالس او الماكث كثيرا. ست النتر المصري العظيم المفترى عليه من الغرب حان وقت رفع الظلم عنه وابراز اهميته القصوى في التاريخ المصري وربما تاريخ العالم. من منظور احر يعتبر كوكب زحل هو آخر الكواكب السبعة السيارة قديما فهو يبعد عن الشمس حوالي مليار ومائتي كيلومتر ويصله ضوء وحرارة الشمس بصعوبة شديدة حيث تبلغ درجة حرارته 139 تحت الصفر ويتكون بنسبة 96% من غاز الهيدروجين المتجمد.. ويدور حوله مجموعة كبيرة من الأقمار يبلغ عددها اكثر من 60 قمرا فضلا عن الدوائر الغازية التي تدور حوله وتعطيه شكله المميز..
ولصفاته هذه كان يعتبر في الحضارات القديمة رمزا للظلامية والمناقض للشمس.. فهو الوجه الآخر حيث الظلام والبرودة وبعد المسافة حتى ان اسم زحل بالعربية يعني البعيد المظلم.. اذا فكوكب زحل هو نقيض الشمس كرمز فهو يشبه الشمس بدائرة الغازات حوله مثل الشمس وحولها الكواكب ولكن الشمس متوهجة ومنيرة وباعثة للوعي اما زحل فهو مظلم وكئيب ومثير للغرائز والجنوح للمادية الزائدة… ولعلنا ندرك الآن كيف تم ترميز تركيب زحل من الهيدروجين مثل الشمس حيث ان الشيطان في الاديان الابراهيمية رفض السجود لآدم لانه من طين اما الشيطان من نار و مكون النار الأساسي وهو الهيدروجين.. سمي كوكب زحل باسم كروناس Cronus عند الاغريق وتحول لساترن Saturn عند الرومان.. ويرجع بعض المؤرخين تسمية ساترن نسبة للنتر ست من الحضارة المصرية حيث يعني دورة ست.. فخصائص النتر ست متواكبة مع ترميز كوكب زحل حيث ان النتر ست عند المصريين يرمز لحالة المادية الخالصة والجنوح الى الافراط في العنف والخبث والغرائز ولكن ست لم يكن الشر المطلق حيث انه كان يرسم وهو مشارك في تعميد الملوك كما رسم وهو يعلم تحتمس الثالث اصول الرماية بالسهم والقوس كما ذكرت بالاعلي.. 

اذا نستنتج ان ست هو احد الطباع المادية التي قد يحتاجها الملك في مصر ليدافع عن ارضه ضد الاعداء لان المصريين كانوا يعتبرون الحرب فعل مادي بحت لا علاقة له بروحانية أوزير الخالصة من اي فعل عنيف او غرائزي.. اذا فالنتر ست مثل كوكب زحل قد يكون محفزا للمادية ولكنه لا يخرج عن الاطار كونه احد الكواكب التي تدور حول الشمس وكذلك ست فهو قوة مادية خالصة ولكنها لا تخرج عن اطار النسق الكوني بل بالعكس صور ست وهو يساعد في الحفاظ على النسق الكوني ضد الثعبان ابيب..
تطورت فكرة النتر ست عند الاغريق والرومان وحضارات أخرى ليعبر عن حالة الشر التي تتملك البشر في افعالهم وتصرفاتهم وربطوا هذه التصرفات بكوكب زحل محفز المادية والظلامية ومن هنا جائت صورة الشيطان التي هي شكل انسان بقرني جدي او انسان برأس جدي Satin وهذا الشكل هو دمج لمنزلي كوكب زحل بين الأبراج حيث ان له من الأبراج الجدي ورمزه الجدي والدلو ورمزه الانسان.. وهذه الابراج تعتبر قلب الشتاء القارص بالنسبة لنصف الكرة الشمالي حيث تكون الارض بعيدة عن الشمس مصدر الوعي ففي الايطالية كلمة جحيم تعني inferno والتي هي في اللاتينية inverno بمعنى الشتاء.. حتى ان بعض حضارات الشرق اتخذت نفس الترميز ورسم الشيطان في كتاب أحمد الأصفهاني بنفس الصفات برأس جدي وجسد انسان.. تطورت هذه الفكرة في بعض الجماعات السرية العاملة في مجال الميتافيزيقا والسحر الى بافومت Baphomet ولكنه في ثقافتهم لا يرمز للشر المطلق بقدر ما يرمز الى الحكمة في استخدام الشر وتبرير استخدام الافعال العنيفة مع الغير لذلك كان بافومت احد مقدسات فرسان المعبد وهذا مثبت في التحقيقات التي أجريت معهم بعد القبض عليهم عام 1307 يوم 13 أكتوبر في فرنسا بأمر من فيليب الرابع ملك فرنسا بتهمة الهرطقة والالحاد… واستمر بافومت كأحد أهم مقدسات جمعية فرسان المعبد والجمعيات المشتقة منها كالروزكروشن والجماعات الماسونية حول العالم..
دوا است..
دوا حت حر..
دوا ماعت..

للتواصل عبر الفيسبوك
https://www.facebook.com/MeritMaat

الجزئ الثاني: صليب هتلر المعقوف واصوله التاريخية

غالبية المعتقدات الفلسفيه القديمه والاديان تعطي للشمس مكانا مركزيا فنجدها اما هي الله الرئيسي او ترمز له او تشبه به او من اهم تجلياته لكونها اكبر الاجسام السماوية المرئية لنا بالعين المجردة واجملها واكثرها تأثيرا على حياة غالبية الشعوب ومبعث الدفء..
السومريين ومن اقتبس منهم من حضارات الرافدين اعتبروها الاله الرئيسياو بمنطلق ادق اهم تجلياته رب الارباب لدورها في الزراعة والخصب..
الهنود اعتبروها مصدر الطاقة والخلق وكذلك الاغريق اعتبروها ربة الخصب..
وخلف الآلهة والرموز العقائديه و الدينيه الاخرى نرى قرص النور خلف رأسهم او فوقه بما فيه في اليهودية والمسيحية والاسلام فالله نور السموات والارض ككوكب دري( الحاشية الاولى)..
في كتاب للفلكي وعالم الرياضيات النمساوي جورج يواكيم ريتيكوس وهو الذي سبق كوبيرنيكو في الاشارة الى دوران الارض حول الشمس يوجد نص يشير فيه الى الشمس ليست فقط على انها ربة الارباب وانما ايضا على انها تلعب دور القلب من الجسم فتتحكم وتقود النجوم من مكانها كالملك الذي يقود رعيته بدون الحاجة الى الذهاب الى كل مدينة خاضعة له على حدى ليقوم بواجبه تجاهها من حيث ان القلب لايحتاج الذهاب الى القدمين او الرأس من اجل ابقاء الحياة فيهم فكان ذلك منهج ملوك كمت في حكم اطراف مملكتهم المتراميه..
مركزية الشمس الكونية كان تعويذة عامة لجميع المنجمين على مدى العصور..
الاسبان كانوا يتهمون كهنة شعب الازيتيك بتقديم 50 الف قلب اسير او معتدي علي قلب ارضهم المقدسه في السنة كقرابين ارضاء وطاعة للسن الكونيه كما بالاعلي كما بالاسفل من اجل تجديد قوة حيوية الشمس التي يؤمنون انها تشكل قلب السماء و اهميه الاقتداء بالمنظومه الشمسيه في اداره اطراف البلاد في طقوس الاهرامات وذلك لما قمت بسرده من قبل تحت عنوان الاهرامات حكمه تطوف العالم ..
الصليب المعقوف، هو شعار قديم للغاية يسبق النازيين الذين اعطوه سمعة سيئة وفي معتقدات القدماء يرمز للكثير من الاشياء إذ قد يعني طاقة الحياة او الولادة من جديد او الروح او الوحي و ” الشعلة الداخلية”…
الهندوسية استخدمت الصليب المعقوف في الشكر منذ القديم. والبوذيين معروفين بإستخدام الصليب المعقوف ويسمونه ” قلب بوذا”. وفي العهد الجديد جرى استخدام تعبير nous ( العقل) للاشارة الى الشمس ايضا.. 
في الواقع جرى العثور على جداريات في بريطانيا ايضا وعليها صلبان معقوفة تعود للعصر الروماني من القرن الرابع قبل الميلاد. إن استخدام الرومان للصليب ساعد على قبولهم له لاحقا ولكنهم ايضا اعطوه سمعة سيئة فالقيصر قنسطنطين وضع سيفا ورمحا مصالبة على اسوار اورشليم مذكرا بالجندي واعماله ورابطا لها بالصليب الامر الذي حفز الكراهية لدى غير المسيحيين لكل ماهو مرتبط بهذا الصليب تماما كما فعل النازيين لاحقا..
في وادي سورسيك، القريب من مدينة قديمة تسمى Is-Shemesh (بيت شمس) في فلسطين ويعتقد انها كانت مركز لعبادة وتقديس الشمس إذ عثر الاركيالوجيون فيها على 5500 معبد كنعاني محاطة بسياج من الاحجار على شكل يذكر بموقع Stonehenge البريطاني وهذا الوادي هو موطن ولادة شمشون الشخصية الاسطورية بطل الفلسطينيين..
وفي التوراة يتابع احجار ذكرى اسرائيل الاثنى عشر (Josh 4:19) الى منطقة تسمى Gilgal ثم يفقدهم هناك الى الابد وكلمة جلجال تعني دائرة من الحجر..
وفي اوروبا والشرق الاوسط جرى العثور على المئات من الحلقات الحجرية تعود في جذورها الى ماقبل نصف مليون سنة اي الى عصر هومو ايريكتوس كأحد الاراء حول عمر الموقع اشهر هذه الحلقات الحجرية اليوم هي Stonehenge وهذه الحلقات تتطابق في مكانها مع وصف Diodorus عن معبد ابوللو والذي قال انه يقع في وسط بريطانيا وذلك تحت فرضيه صحه جدليه عمر موقع Stonehenge لما عليه من جدل كبير في تحديد عمره الفعلي والذي يفترض البعض ايضا انه موقع حديث بالاساس ولا يعود للاقدم ولا حتي بطرفه عين ..
فيصفه بقوله :” انه قطعة تسيجه دائرة ومزينة بالهدايا والقرابين والتمائم بكتابات اغريقية” علقت من قبل المسافرين على الجدران المواطنين يعزفون الموسيقي ويتوجهون بالدعوات لتعظيم الشمس ويقول:” لم يكن هناك اي شك ان في ستون هينغ كانت ابوللو البريطانية تعزف وترقص”. (Cf. Apollo Musagetes! And Musica Mundana by R. Fludd)..
الامبراطور الروماني Septimus Severus رغب في توحيد شعوب الامبراطورية من خلال التشارك بإله مشترك هو الأله الشمس Sol Invictus كإله مركزي يضيئ فوق كل الامبراطورية ومع ذلك تبقى جميع الشعوب تمتلك ايضا آلهتها الخاصة فجميع الآلهة يبقى الاعتراف بها طالما ان اتباعها يعترفون بالشمس إلها مركزيا هذا التسامح النبيل جرى انتهاكه فقط مع قدوم الاديان التوحيدية الابراهيميه..
الصليب رمز الشمس
الصليب كان منذ القدم يرمز للشمس والطاقة او النور هذا الرمز نجده على الاثار الكيمتيه و السومرية القديمة والحثية والهندية واصبح رمزا للمسيحيةفيما بعد..
في الهندوسية يطلق على الاضلاع الاربعة للصليب اسم Vishnu فيشنو وهو اعلى تجلي في عصر Vedic ليتحول لاحقا الى ” الحافظ” في الثالوث الهندوسي فكان دور فيشنو المحافظة على النظام والتوازن والارتباط في مجمل منظومة الخلق الكونية ( التي تقوم على الفيض)..
هذا الرمز الغامض تواجد في باقي المعتقدات الفلسفيه في باقي الحضارات مع بعض التغييرات في مظهره فهو عنخ الكمتي والتاو الصيني وصليب الحركة الفلسفية Rosicrucians والصليب المسيحي ايضا ..
المخلوقات تحتاج على الدوام تحقيق التوازن في الصراع بين قوتين متناقضيتن وهما النفور والانجذاب والتي تتفاعل في عملية من التغييرات تعكس قطبية الطبيعة الحركة المتذبذبة للصليب في دورانه يرمز للتضاد بين قوى التطور الايجابية وقوى المحافظة السلبية التي تعطي الحاجة للتكوينات/ فتصبح معقوفة او منحنية..
في معابد شيفا Siva على كامل اراضي الهند نجد الصلبان المعقوفة بزاوية قائمة على الدوام حولنا والتي تشير الى التحول والتطور، وهو الطيف الذي تعلمنا اياه فلسفة الرب شيفا..
تقول الاسطورة انه عندما اتفقوا على قبول عبادة الرب Agni رب النار وضع الرب قطعتين خشب على شكل صليب وبالاحتكاك بينهما اشعل النار إحتفالا بقرابينه كرمز تسمى الصليب المعقوف وكأداة مصنوعة من الخشب المقدس ومباركة من البراهمة تسمى آراني arani..
العروس الالهية Agni والتي اصبحت في اللاتينية Ignis ولدت من التحام النار الطيبة وآراني خلال طقوس تقديم القرابين فجميع انواع الصلبان التي ترمز للطاقة والنور والعلاقة الكونية في حركتها الديناميكية المستمرة حياتها وموتها وعودتها الى الحياة، تسمى swastika..
لبوذا توجد العديد من التماثيل في المعابد تمثله وهو جالس تحت شجرة متصالبة، وترمز لشجرة الحياة. في تصوير اخر نجده يجلس على ملكة جنس الافاعي Naga the Raja of Serpents مع صليب على صدرها على جلدة كتاب The Migration of Symbols نجد صورة للاله ابوللو من على مزهرية ( موجودة في متحف فيينا) ونرى على صدر ابوللو صليب كبير بمعنى اخر الاغريق تماما مثل البراهما الهنود يعتبرون رب الشمس ابوللو منظم ومتحكم بالانسجام في الزوايا الاربعة في الكونية الاربعة. ابوللو كصليب معقوف يفسر لنا كيف اصبح الروح القدس صليبا معقوفا في محفل آراس الفرنسي French diocèse Arras.. 

الصليب المعقوف في المفهوم الهندي يرمز للتطور والانكفاء من حيث ان العقيدة الهندوسية تؤمن بالموت والولادة المستمرة هذا ينطبق على الكون ايضا. الفترة مابين الموت والولادة الجديدة يطلق عليها Pralaya وهي فترة الاستراحة بين المرحلتين ومرحلة الولادة تسمى Manvantara وكلا المرحلتين مع بعض تسمى Kalpa, وتعني دورة الخلق مرحلة الخلق توصف بانها عملية شهيق براهما في حين ان عملية الموت هي زفيره والكون المرئي جزئيا بسبب هذه السلسلة اللامنتهية والمتواترة من الحركة الخفيفة تجعله يخرج الى النور مع الشهيق ويعود الى الظلام مع الزفير هذه الحركات الصغيرة والمتواترة ستبقى الى الابد في سلسلة لاتنتهي ذلك تم اثباته علميا ان الكون في حركه تمدد وانكماش كحركه الشهيق والزفير فعليا فكما قال امحتب الكمتي ان الانسان شرح دقيق ووافي للكون..
Vedic seers 
يصف لنا العملية التي انتجت كوننا المرئي على انها من
“رحم بحر حليبي”
(في الترجمة الحرفية ولكن التشبيه يقصد درب التبانة كما نراه في السماء) حيث مكونات العالم الراهن تصلبت لتخرج عن ” ماء الحياة” ويبدو ان ذلك يشابه مايذكره الاسلام من ان عرش الله على الماء هذا الماء الازلي السابق للخلق غير ان الوصف يمكن ان يتشابه الى حد ما مع ماتذكره الفيزياء الحديثة عن المادة المظلمة والطاقة المظلمة..
ولكن هذه الحركة المصدرية Brownian movement لها شبيه نسخة مصغرة نجده في طقوس التاتنترا Tantric حيث توجد اربعة اذرع ومركز ضمن دائرة والمقصود بتصالب الاذرع عكس رمزية التأرجح الى الخلف والامام والحركة المتموجة للطاقة المصدرية التحرك الى الامام في إتجاه اذرع الصليب المعقوفة تشير الى التقدم و التطور في حين في الشوط الثاني من اليسار تصبح الحركة نحو الانحلال..
والدائرة ترمز لى الكون ومكامنه المتحدة في تجلياته المتنوعة، فاتحة ابواب احتمالات الخلق الغير ظاهرة لنا والتي تسمى في الهندوسية “Brahmanda” بحر من “درب التبانة”..
في كتاب Mahayana يوجد نص بعنوان ” زهرة حلية الكتاب المقدس” تتضمن نقاشات عن عوالم لانهاية لها وانظمة متعددة ومحدودية علم الانسان في قسم بعنوان ” مالا يخطر ببال” يقدم لنا مجموعة من الحسابات والارقام تنتهي بتعابير مثل ” مالانهاية” و”ارقام لم نسمع مثيلا لها ” و ” مالايحيطه العقل” و ” لاشبيه له” اكبر الارقام المعروضة هي ” مربع اللانهاية” والتي تشير الى ” اللانهابة مضروب بنفسه” ذلك يعني حسب الكتاب انه إذا قلصنا العوالم الى ذرات وكل ذرة تحتوي على عدد لانهاية له من العوالم فإن عدد العوالم يبقى على الرغم من ذلك بلانهاية..
و قطعا يجدر الاشارة هنا الى أقدمية كمت في تشبيه رع بأنه أحد أول تجليات الخالق و انه روح كل المخلوقات و هو من يهبها الحياة …كذلك أقدمية كمت في تصوير أوزير سيد العالم الآخر وعرشه فوق الماء الأزلي وقداسه الكأس الايزيسيه المقدسه ..
الشمس على الدوام تلصق بالقمة من النخب الحاكمة الكيمتيه وتربط بشكل مباسر بلفسفه الاهرامات التي سوف نتابع تناولها فيما بعد ..
في اللغة الهيروغليفية يستخدم المصريون الرمز العنخ وهو صليب ولكن ضلعه الاعلى عبارة عن حلقة لمن لا يعرفه هذا الشكل يرمز للحياة الابدية والاتحاد الجنسي والولادة في سلسلة لاتنتهي و الحياة قبل الموت وبعد الموتهذا الرمز يوضع على الجثامين الكمتيه كعلامة لبقاءه الابدي كما يحمله جميع النترو ويشار اليه على انه مفتاح النيل بين عامه الشعب..
الكنيسة القبطية اقتبست الرمز كشكل من اشكال الصليب هذه المواصفات التي يتضمنها هي مواصفات كانت تحملها الربة فينوس وعشتار وافروديت وعشيرة كرمز غير مباشر للكأس المقدسه الايزيسيه كما زكرت اعلاه ومن رؤية الرموز التي كانت ترمز لهذه التجليات يمكن لنا ان نرى العلاقة الطاقوية بينهما..
وفي معتقدات الامازيغ يعتقد د. ثور هايردال ان الاهرام الكنارية قد شيدت لتقديس الشمس وان هذه العبادة قد نقلها اتباع الشمس الامازيغ الى القارة الامريكية عبر جزر الكناري حيث توجد آثار عبادة ربة الشمسهناك ايضا بشكل مباشر لا جدال فيه..
عبد الغوانش إلهًا يسمى “أشمان”وكانوا يقدمون له الأضحية والخمور تقربا إليه وكان تجسيده يشبه الشمس..
وفي لاس بالماس أحد جزر الكناري عبد الغوانش إلها شمسيا وكانوا يسمونه “ماجك” و”آمن” وهو اسم قد يعني “الرب”، ففي إحدى لهجات الطوارق تشير كلمة “امناي” إلى اسم الله.
كان الأمازيغ يعبدون الشمس وهي تغرب وهو ما كان متجسدا في الآلهة آمون والممثل بقرني الكبش ايضا ..
لينك الجزئ الاول من المقال ..
http://www.civicegypt.org/?p=68221
لينك مقال الاهرامات حكمه تطوف العالم ..
http://www.civicegypt.org/?p=59031

للتواصل عبر الفيسبوك
https://www.facebook.com/MeritMaat

صليب هتلر المعقوف واصوله التاريخية

تزدحم كافة أوجه حياتنا اليومية بالكثير من الرموز بدءًا بالأحرف الأبجدية والأعداد والأسماء والشارات العامة والوطنية وليس انتهاء بالطقوس والشعائر الدينية والدنيوية. ويبدو أن ثمة نزوع متأصل في الطبيعة البشرية إلى خلق هذه الرموز واستخدامها. فقد تم تدوين كل العلوم المقدسة في العصور القديمة على هيئة رموز تلخص بعضا من تعاليمها الغامضة، مما شكل من هذه الرموز لغة ملغزة. فمعظم الرموز تكثف عددا من المعاني في معنى واحد يمكن تفسيره إما على صعيد كوني أو على صعيد بشري..
فمفاتيح الرموز التي تكشف طبيعة الأشياء توفر لنا أجوبة ما على الأسئلة التي تعتمل في أذهاننا: ما هي الحياة؟ 
من أين جئنا، ومن أين انبثق هذا العالم؟ 
إلى أين سنمضي؟ 
ما هي بالفعل الطبيعة الحقيقية للأشياء؟؟؟


تتناول بعض الرموز الهندسية الموغلة في القدم قضايا كونية المنشأ. فقد تمثل الدائرة، على سبيل المثال، الفضاء – ليس فضاء خاليا، بل فضاء أُشير إليه في سفر التكوين على أنه “مياه الفضاء”. وما بعد هذا يكون اللاتناهي الذي لا يمكن التعبير عنه بأي شكل أو صورة. ويشير محيط الدائرة إلى اللاتناهي الذي لا تحده بداية أو نهاية وإذا وضعنا نقطة في منتصف دائرة الفضاء هذه، سيكون لدينا المحرك الأول للروح. وسوف يشير الفيثاغوريون إلى هذه النقطة بالـ “لوغوس” Logos…الارقام والرموز في حياتنا . النازية
يمكن معادلة الدائرة بالبيضة، الرمز المقدس في علم نشوء الكون لدى كل البشر، والتي تمثل كلية الصيرورة الكونية التي ولدت عبرها العوالم والكائنات الحية وهي تحتوي على القوى الموجبة والسالبة التي تنتج معا الحياة الجلية للعيان. أما إذا بدت الدائرة على شكل حلزون، فإنها تمثل التطور والتغيّر الأبدي والنمو أما الدائرة التي ينصفها قطر أفقي فتدل على الطبيعة الأم المقدسة. وعندما يقطع الخط الأفقي بخط عمودي، يتشكل لدينا رمز الطبيعة الأب مضافا، ويشكل الاثنان معا صليبا ويمثلان الكون المتجلي..
وعموما، يرمز الخط العمودي إلى الروح، بينما يمثل الخط الأفقي المادة…

وتتجسد الفكرة ذاتها في المثلث المتساوي الأضلاع والثالوث. فالنقطة العليا للمثلث، التي تحتل المعنى ذاته للنقطة في الدائرة، هي الوحدة؛ الحياة الواحدة التي تنبثق منها ثنائية الروح والمادة التي يمكن التعبير عنها على شكل طاقة وجوهر، أو إيجاب وسلب، أو قوة ومادة. وتظهر هذه الثنائية من وحدة تحتوي على كل من الروح والمادة وهي مصدر جميع الأشياء. ويدل ضلعا المثلث على الثنائية، أما قاعدته فهي نتاج الروح والمادة، من حيث كونها إما الكون الداخلي أو الإنسان ففي مجرى عملية الإظهار، سواء كان كائنا بشريا أم كوكبا أم شمسا، تنبثق من هذه القوى الثلاثة، وعلى مدى زمني شاسع، المادة الفيزيائية التي نعرفها..
ويرمز الصليب إلى الحياة الأبدية، وهو مستخدم في ديانات عدة مع بعض الفروقات الطفيفة. وقد استورثه المسيحيون من الغنوصيين والكاباليين الذين أخذوه بدورهم من الكيميتيين بالطبع وكان موجودا أيضا في منطقة البحر المتوسط وهو الصليب اللاتيني أو الروماني وذاك الذي أحضره المبشرون البوذيون من الهند. ويدل صليب الصلب في الواقع على تجسد الإلوهية، الـ “كلمة (لوغوس) صار جسدا” – المصلوبة على صليب وجد من المادة. وفي رسائله يمعن القديس بول النظر في المسيح المصلوب فينا. كما ترد قصة المخلصين المصلوبين في العديد من الديانات والفلسفات القديمة.
ولكل من خطي الصليب الكيميتى الأكثر قدما، والذي كان هو الصليب اليوناني أيضا، الطول نفسه. ويمثل الخط الأفقي المبدأ المؤنث أو السالب للطبيعة، فيما يمثل الخط العمودي الجانب الطاقوي، رمز القوة التوليدية المزدوجة. اوزير وشيفا ويهوه هم جميعا رمز المبدأ النشط في الطبيعة: القوى التي تتدبر أمر تشكيل المادة أو تدميرها وإعادة تجديدها.
ومن تنويعات الصليب، الصليب المعقوف Swastika، وهي كلمة سنسكريتية تعني “الرفاه” أو “اليُمْن”، ويقال في هذا الصدد إن هناك سبعة مفاتيح لبلوغ معناها الباطني. وقد عثر على هذا الرمز في الهند والصين والتبت وتايلند واليابان والأمريكيتين واليونان وروما وفي أوساط المسيحيين الأوائل. كما عرف هذا الصليب في البلدان الإسكندنافية على أنه مطرقة ثور Thor’s Hammer وفي الهند قرص فيشنو Vishnu’s Discus أو صليب جاينا Jaina Cross وفي البوذية “عجلة” تدل على الارقام والرموز في حياتنا . النازية . الصليبحركة أبدية ترمز إلى التطور. وفي تمثيل للروح–المادة، تشير نقطة الصليب المركزية إلى جوهر الإله، في حين تمثل أذرعه الأربع على التوالي: الولادة، الحياة، الموت، الخلود..
صحيح أن الاسم سنسكريتي، ولكن جذوره الأولى تعود الى حضارات البوابات الأربع (السومرية، السبأية، الكيميتية، الكنعانية)، وله مدلولات عميقة جدا لا يعرفها الا المتعمقون جدا بالرموز القديمة.. 
وهذا الرمز بالإضافة الى الماندالا (شجرة الحياة) تفسر رياضيا وهندسيا وترتبط بصور ذهنية أساسية لحركة كل شيء في الكون، ولعلها تفسر (الحقائق المدونة بالأبجدية النجمية) فالنجمة الثلاثية والخماسية والسداسية والثمانية، تدخل في مجال تفسير العلاقات والقوانين الكونية (ذهنيا) .. 
كما أن ما سبق يدخل ضمن ما يعرف بــ (الحكمة المقدسة) وهو تعبير يشير الى العلوم المقدسة الأولى: (الاسم، الحرف، العدد، الصورة، الحركة، القلم، وغيرها) .. .. كل شيء بدأ هنا في ما بين النهرين النيل ودجلة والفراط .. كل البدايات هنا .. وليس في مكان آخ
ثمة شكل آخر للصليب وهو الحرف العبري تاو Tau الصليب ذو العروة، وقد كان مستخدما في مصر قبل عصور عديدة من ظهور الاعراب ورعاع اليهود ويدعى عنخ او كما هو متداول مفتاح الحياه Ankh هو الاصل في فكرة الصليب المعكوف ومنبعه الرئيسى شكلا ومضمونا ..
أما لدى الرومان فقد كان يرمز إلى الخلود. كما وجد أيضا على ظهور بعض التماثيل الضخمة في جزيرة الفصح. ويشابه معناه ذاك الذي للصليب المعقوف، ماعدا أنه يمثل مستوى أعلى من الوجود: الحركات والحالات البدئية للوجود الكوني. عرف الرومان الصليب المعقوف بكثافة، ومنهم على ما يبدو مال هتلر إلى جعله رمزاً للرايخ الثالث. كما من الرومان استمد النازيون في 1938 تحية “هايل هتلر” بمد اليد اليمنى إلى الأمام، فقد كانت تحية رومانية، بحسب ما قرأت في مصادر عدة، منها ويكيبيديا، وقبلهم انتشر “المعقوف” بين اليونانيين الذين سبقهم إليه الفينيقيون، ممن نراه محفورا في آثار لهم شهيرة، أهمها قلعة بعلبك البعيدة في الشرق اللبناني قرب بيروت ..الارقام والرموز في حياتنا . النازية . الصليب مفتاح الحياة
صلبان فينيقية معقوفة في بعلبك وقبرص واسكتلندا وبعلبك فينيقية بالأساس، اتفقوا أن معنى اسمها “سيد المدينة” في إشارة إلى “بعل” الرب الفينيقيين الأكبر، وفيها على ما يبدو كان له معبد من الأضخم في فينيقيا، وعندما جاءها الإغريق في 332 قبل الميلاد غيروا اسمها إلى هيليوبوليس” أي مدينة “اون” مدينة الشمس الجديدة، بنية تحويل القبلة الى المركزيةبدا من اقتصارها على “بعل” الفينيقي …
أينما تجولت في بعلبك ترى الصليب المعقوف بعدهم بأكثر من 3 قرون جاء الرومان زمن الإمبراطور أغسطس مؤسس الإمبراطورية فمحوا منها عبادة البعل و اون معا، ببنائهم لما يشبه “سوبرماركت” عبادات ضم 3 معابد لفينوس وجوبيتر وباخوس أو “ديزنيسوس” إله الخمر الشهير، لكنهم حافظوا على طابعها الفينيفي، فبنوا تمثالا لأسد يتربص بالشمس وسلاحه سلسلة صلبان معقوفة حفروها أسفل رأسه تماما..
عثروا أيضا على تمثال لعشتروت ربه الخصب عند الفينيقيين “وفي أسفل بطنها صليب معقوف” على حد ما ورد في كتاب “نسج التاريخ، للمؤرخ الأميركي هربر ج. موللر، الذي أكد أن مهندس الآثار الألماني الشهير، هاينريش شليمان، هو من عثر عليه أثناء تنقيباته في أطلال طروادة، التي ازدهرت بين 3000 إلى 2900 قبل الميلاد
كما في “دير القلعة” ببلدة بيت مري اللبنانية صلبان معقوفة في فسيفساء قاعة معبد الإله الفينيقي “بعل ” وأيضا وجدوا صلبانا فينيقية في مكتشفات أثرية في قبرص، بينها واحد محفور على تمثال حجري لخادمة معبد، إضافة لمعقوف آخر وجدوه محفورا في جدارية معروفة باسم كريغ- نارغت في مقاطعة “ويغتاون شاير” باسكوتلندا، وكلها قبل هتلر والنازية رمز للتفاؤل والازدهار منذ آلاف السنين أشياء بسيطة تراها في كل زمان ومكان وتذكرك برجل أشعل حربا حصدت 60 مليون قتيل لكن الأهم، هو ما أصبح “ماركة مسجلة” تشير إليه دائماً، أي “الصليب المعقوف” الذي يظن كثيرون أن “الفوهرر” ابتكره وصممه كشعار للحزب النازي ولعلم الرايخ ..
يعترف هتلر في الفصل 17 من كتابه “كفاحي” أن الصليب المعقوف ليس من ابتكاره حين كتب أن عددا من أعضاء حزب تزعمه في 1919 وأصبح معروفا بعدها باسم نازى كاختصار لحزب “العمال الاشتراكي القومي الألماني” اقترحوا عليه عددا من التصاميم في جميعها صليب معقوف بأشكال وألوان متنوعة..
فاختار أحدها في 1921 صممه طبيب أسنان بالأسود وسط دائرة بيضاء محاطة بالأحمر أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح “المعقوف” رمزا للفاشية والعنصرية الآرية، فيما كان رمزاً طوال آلاف السنين للتفاؤل وحسن الحظ وهذا هو معنى كلمة Swastika المشتقة من السنسكريتية لغة الهند القديمة ففي الهند عرفوا الصليب المعقوف، ومنها وصل إلى بلاد ما بين النهرين وسوريا حتى أن الهنود الحمر الأميركيين عرفوه” طبقا للوارد في “موسوعة الموارد” العربية..
ويعتقد فى غالب الظن ان هتلر يعني بالنجمه المعقوفه swastika وهي تتجه مع عقارب الساعه أن النازية سترجع بالزمن الی عصر الأجداد الاريين العظام حيق ان السوستيكا رمز مباشر للدورة الفلكية الطبيعية مع مرور الوقت والازمان ..
من ناحية اخرى الصليب المعكوف رمز العناصر المقدسة لدى الديانات المجوسية والزرادشتية والمزدكية والمانوية وهي ( الماء – الهواء – التراب – النار)..
النار من العناصر المقدسة وليست معبودا كما يقول البعض..كانت النار واقدة في الاديرة وكان المنوبذ عندما يقترب من النار لوضع الزيت كان يتلثم حتى لا تلوث زفيره النار المقدسة ..

وفي معنى تصوفي من منطلق كيميتى حرف تاو هو أيضا شجرة الحياة أو شجرة العالم التي يقال أنها تجسر الهوة بين السماوات والأرض. فمنذ الأزمنة السحيقة، ارتبطت الأشجار بالآلهة والقوى الخفية في الطبيعة..
وكان لكل قوم شجرتهم المقدسة: للبوذيين شجرة البوBo أو البودهي Bodhi (شجرة التين المقدسة) التي يعتقد أن غاوتاما بلغ التنوير تحت ظلالها وفي المكسيك شجرة السرو الداكنة وفي آشور وكيميت شجرة الجميز التي كانت تحمل أكوازها في المواكب الدينية والاحتفالات المقدسة ومن الأشجار الأخرى التي كانت تُستخدم كرموز: التنوب، السنديان، الطّرفاء، النخيل والكرمة…
في إسكندنافيا، كانت الشجرة المقدسة هي الدردار ففي الإيدات Eddas كان الدردار أو (Yggdrasil) رمزا للحياة الكونية. كان للشجرة ثلاثة جذور: جذر في عالم الإله، وآخر في عوالم المادة، وثالث في عالم السحاب (Niflheim) العالم المولد للمادة غير المتمايزة. وترمز شجرة الكون الهندوسية (Asvattha) إلى السمة الفكرية والأخلاقية للكون، حيث توحي أوراقها بتلاوات الفيداVedas. وتصور هذه الشجرة نامية رأسا على عقب، ضاربة جذورها في المناطق السماوية.الارقام والرموز في حياتنا . الصليب .شجرة الحياة
أما شجرة الحياة الزرادشتية فهي الغوغارد (gogard أو gokard) التي تعيش بين أغصانها أفعى لا يمكن زحزحتها..
وهو ما يذكر بشجرة المعرفة في جنة عدن العبرية إذ إن الأفعى في هذا السياق هي تجسيد للحكمة الإلهية ورمز للروح وبسبب قدرتها على طرح جلدها تمثل الأفعى أيضًا التجدد والانبعاث والزمن الدوري.
ثمة رمز آخر واسع الانتشار هو زهرة اللوتس المقدسة عند المصريين والهندوس والبوذيين والصينيين واليابانيين. وبتمثيلها صغيرة الحجم كجزء من الكل، تتضمن هذه الزهرة جميع قوى العالم الكبري (الكون) في العالم الصغري (الإنسان) لأن بذور اللوتس حتى قبل أن تتبرعم تحتوي أوراقا مكتملة التشكيل شكل مصغر لما ستكون عليه النبتات ولكونها تمثل جميع قوى الطبيعة، تعيش زهرة اللوتس في العناصر الأربعة: جذورها في الأرض، ساقها في الماء، زهراتها في الهواء ونور الشمس أي في التراب والماء والهواء والنار. ويبدو شكلها ظاهرًا في كل التصاوير في آسيا ومصر واليونان وروما، وكذلك في أمريكا حيث وجدت تزين رسومات أواني وأفاريز حضارة الإنكا في تشيتشن إتزا…
وفي الهند يظهر بودهيساتفا معلنا تجسد غاوتاما بوذا بتقديمه زهرة لوتس إلى ماياديفي أمه التي ستكون. وتبدو الفكرة ذاتها واضحة في الرسومات المسيحية لكبير الملائكة جبرائيل يقدم عسلوجا من الزنابق البيضاء إلى مريم العذراء وفي كلا الحالتين، ليس تمثيلا لتجسيد معلِم روحي فحسب، بل انبعاث لوعي قدسي داخل الفرد أيضا.الارقام والرموز في حياتنا . الصليب .شجرة الحياة
ومن الأزمان السحيقة، حفظت المعرفة التي هي أرفع من معرفة عصرنا الراهن في رموز وحكايا مقدسة وأساطير..
وقد شكلت حكمة سرية توارثتها الأجيال عبر العصور ويبدو أن هناك نظاما للرموز شائعا في كل الديانات في جميع أنحاء العالم. فوفقا لهيلينا بتروفنا بلافاتسكي لم يكن هناك قط ولا يمكن أن يكون أكثر من دين عالمي واحد لأنه لا يمكن أن يكون هناك سوى حقيقة واحدة حول المقدس..
فالترميز لدى جميع الشعوب يعكس ذات المبادئ الروحية، كما أن لرمزية كل الأساطير جوهر وقوام علمي يعكس القوى الكامنة الروحية.

يتبع المقال بتفاصيل اخرى وتفسيرات اوضح فى المقال القادم ..

دوا است ..
دوا عنخ ..
دوا كيميت ..

للتواصل عبر الفيسبوك 
https://www.facebook.com/MeritMaat